سجين إيراني يدخل في إضراب عن الطعام بعد تأييد حكم إعدامه
سجين إيراني يدخل في إضراب عن الطعام بعد تأييد حكم إعدامه
دخل السجين السياسي حسين شاهوزهِي، المحتجز في سجن وكيل آباد بمدينة مشهد الإيرانية، في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجًا على تأييد المحكمة العليا في إيران حكم إعدامه، في قضية أثارت غضبًا واسعًا داخل الأوساط الحقوقية والمعارضة الإيرانية.
وأعربت المحامية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي، في منشور على "إنستغرام"، الأربعاء، عن قلقها البالغ على حياة شاهوزهِي، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال".
وأكدت عبادي، أن وضعه الصحي بات حرجًا وأن حياته في خطر داهم، مضيفة أن "الأشهر الستة الأولى من اعتقاله كانت مليئة بالتعذيب الجسدي والنفسي الممنهج الذي أُجبر خلاله على الإدلاء باعترافات قسرية أمام الكاميرا".
تعذيب واعترافات قسرية
وأكدت عبادي أن تلك الاعترافات التي بثّها الإعلام الرسمي الإيراني "لا تعبّر عن الحقيقة، بل هي نتاج الضغط والإكراه"، معتبرة أن قضيته نموذج متكرر لنهج السلطات الإيرانية في التعامل مع السجناء السياسيين، حيث تبدأ القصة بالاعتقال، تليها مراحل من التعذيب والاعتراف القسري، ثم محاكمة صورية تنتهي غالبًا بحكم الإعدام.
ودعت عبادي الرأي العام المحلي والدولي إلى التضامن مع شاهوزهِي، وكتبت: "سلاحه الوحيد اليوم هو حياته، وقد وضعها على كفه ليقول: أنا بريء"، مشيرة إلى أن استمرار صمته أو تدهور حالته الصحية قد يؤدي إلى مأساة جديدة داخل السجون الإيرانية.
ووفقًا لموقع "رسانك" الإخباري، فقد اعتُقل شاهوزهِي في 10 ديسمبر 2022 على يد عناصر من استخبارات الحرس الثوري كانوا يرتدون ملابس مدنية في محطة حافلات بمدينة مشهد. وخلال ستة أشهر من الاعتقال، تعرض للتعذيب والضرب المبرح، كما مُنع من التواصل مع عائلته أو توكيل محامٍ للدفاع عنه.
وفي وقت لاحق، بثّ الإعلام الرسمي مقطع فيديو يظهر فيه شاهوزهِي إلى جانب معتقل آخر، وقد قُدم على أنه عضو في جماعة "جيش العدل"، وهي جماعة سنّية معارضة تتخذ من بلوشستان مقرًا لها، إلا أن الجماعة نفت أي صلة به، ووصفت الاتهامات بأنها "أكاذيب صريحة تهدف إلى تبرير القمع".
اتهامات خطيرة ومحاكمة
وتضمنت التهم الموجهة إلى شاهوزهِي حمل سلاح غير مرخص، ومحاولة اغتيال أحمد علم الهدى، ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي في محافظة خراسان الرضوية وإمام جمعة مشهد، إضافة إلى التخطيط لهجوم على مبنى محافظة مشهد.
وأصدرت محكمة الثورة الإيرانية حكمًا بالإعدام بحقه، قبل أن تؤيد المحكمة العليا الحكم بشكل نهائي مؤخرًا، ما دفعه إلى إعلان الإضراب عن الطعام.
وطالب أقاربه ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية بوقف تنفيذ الحكم فورًا، مشيرين إلى أن الأجهزة الأمنية خدعته بوعد بالإفراج عنه مقابل الإدلاء باعتراف تلفزيوني، وهو ما فعله تحت الضغط والتعذيب.
تصاعد الإعدامات في إيران
وأفاد موقع "رسانك" بأن شاهوزهِي اعتُقل إلى جانب مواطن آخر يُدعى يوسف محمد حسني (25 عامًا) من مدينة ميرجاوه، إلا أن مصيره لا يزال مجهولًا حتى الآن.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه وتيرة الإعدامات في إيران؛ إذ أعلن خبراء الأمم المتحدة في 29 سبتمبر أن النظام الإيراني أعدم أكثر من ألف شخص خلال أقل من تسعة أشهر، معتبرين ذلك "قفزة مروعة" وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
وفي السياق، حذّرت ماي ساتو، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إيران، أواخر سبتمبر، من تدهور غير مسبوق في حالة حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن البلاد تشهد قمعًا ممنهجًا واعتقالات تعسفية، ولا سيما ما بعد التوترات السياسية والاحتجاجات التي أعقبت الحرب الأخيرة.
وتشير تقارير منظمات حقوقية إلى أن نحو 70 سجينًا سياسيًا يواجهون خطر تنفيذ أو تأييد حكم الإعدام، في حين يواجه أكثر من مئة آخرين احتمال صدور أحكام مماثلة.
وتؤكد تلك المنظمات أن الإضراب عن الطعام أصبح الملاذ الأخير للسجناء للتعبير عن احتجاجهم على الظلم والانتهاكات داخل السجون الإيرانية، في وقت تواصل فيه السلطات استخدام الإعدام أداة للترهيب والسيطرة السياسية.










